السر في النفط.. الصراع العسكري المسلح في السودان قد ينتقل إلى دولة الجنوب لأسباب اقتصادية
الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع قد يدفع جنوب السودان إلى تكثيف جهوده للبحث عن بدائل للمواني السودانية لتصدير النفط.
شكلت الحرب الأهلية في السودان وما تزال تشكل تهديدًا وجوديًا لقطاع النفط الحيوي في جنوب السودان. مع جميع صادرات النفط الخام الحالية عبر بورتسودان، ومع اندلاع الاشتباكات في الخرطوم يوم 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، ظهرت مخاوف من تأثير الوضع على صادرات النفط من السودان والجنوب، فضلًا عن تدمير البنية التحتية إذ تسبَّب القتال بين الطرفين في مقتل المئات، إلى جانب استهداف العديد من المواقع الحكومية، منها وزارة الطاقة والنفط وخزانات الوقود في مطار الخرطوم، وهو الأمر الذي تتطلع جوبا معه إلى طريق بديل. على انه سيكون جذب الاستثمار لهذا الطريق أمر بالغ الصعوبة.
وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 8 يوليو / تموز 2023 من أن السودان على شفا “حرب أهلية واسعة النطاق”.. ولا يُظهر العنف المنتشر أي بوادر للتراجع ، مع اندلاع قتال عنيف في جميع أنحاء البلاد.
وفي حين أن العنف لم ينتشر عبر الحدود إلى جنوب السودان ، الذي انفصل عن جارته الشمالية قبل 12 عامًا في 9 يوليو 2011 ، فإن الصراع له تداعيات خطيرة على جوبا التي يعتمد اقتصادها بشكل خطير على النفط ، الذي يمثل 90٪ من الإيرادات الحكومية وفقًا لصندوق النقد الدولي.. يتم تصديرها إلى الأسواق العالمية عبر خط أنابيب بسعة 1600 كيلومتر و 250 ألف برميل في اليوم إلى محطة تصدير بشاير في بورتسودان.
وربما لم تتأثر صادرات النفط من السودان والجنوب بالاشتباكات حتى الآن، إلّا أن الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع قد يدفع جنوب السودان- البلد غير الساحلي- إلى تكثيف جهوده للبحث عن بدائل للمواني السودانية لتصدير النفط.
وخلال شهر مارس/آذار (2023)، بلغت صادرات النفط من السودان والجنوب قرابة 77 ألف برميل يوميًا، وتصدّرت الإمارات وماليزيا قائمة كبار المستوردين من البلدين، بحسب تقرير أسواق الطاقة اليومي لشركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز، إذ بلغت صادرات النفط الخام إلى الإمارات 58 ألف برميل يوميًا خلال شهر مارس/آذار2023 ، ارتفاعًا من 35 ألف برميل يوميًا في الشهر الذي يسبقه فبراير/شباط، بينما سجلت صادرات النفط من السودان والجنوب إلى ماليزيا نحو 10 آلاف برميل يوميًا خلال شهر مارس/آذار، ويمثّل ذلك انخفاضًا من 21 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط.
كما تدفقت صادرات النفط من السودان والجنوب إلى الصين وإيطاليا على أنه ورغم أن تدفقات النفط من البلدين ضئيلة، ولن يكون لها تأثير في أسواق النفط العالمية، إلا أنه قد يؤدي توقفها إلى إثارة الفوضى في جنوب السودان -البلد غير الساحلي- والذي يعتمد بشكل كبير في اقتصاده على صادرات النفط لتحقيق الإيرادات.