مشروع محطة كهرباء جلفة الجزائرية بقدرة 1.26 جيجاوات في مهب الريح بسبب الخلافات الجزائرية-الإسبانية

كتب/الأدهم حجازي

أعلنت شركة المقاولات الإسبانية “دورو فيلغيرا” عن تعليق العمل في مشروع محطة جلفة لتوليد الكهرباء بقدرة 1.26 جيجاوات في الجزائر، وذلك بسبب خلافات بين الجزائر وإسبانيا. جاء هذا الإعلان في ملف قدمته الشركة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الإسبانية (CNMV) في 20 يونيو، حيث أشارت إلى أن التعليق جاء نتيجة “تغييرات جوهرية في المشروع بسبب أسباب خارجة عن سيطرة الشركة”، مضيفة أنها تسعى الآن لإيجاد “حل نهائي لجميع الأطراف”.

كان مشروع محطة جلفة لتوليد الكهرباء قد تم منحه لدورو فيلغيرا في عام 2014 بتكلفة تقديرية بلغت 719 مليون دولار. وقد تم الانتهاء من الأعمال المدنية للمشروع بحلول نهاية عام 2016، وفقًا لتقارير سابقة. ومع ذلك، تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن أعمالًا كبيرة قد تم تنفيذها بين عامي 2017 و2019، إلا أن الكثير من الأعمال لا تزال قيد الانتظار.

لم تفصح دورو فيلغيرا عن التفاصيل الكاملة وراء تعليق العمل، لكن المصادر تشير إلى أن الخلافات السياسية والاقتصادية بين الجزائر وإسبانيا قد تكون السبب الرئيسي. العلاقات بين البلدين شهدت توترات في الفترة الأخيرة، خاصة في ظل الخلافات حول قضايا الطاقة والهجرة. وقد أدت هذه التوترات إلى تعطيل عدة مشاريع مشتركة بين البلدين، بما في ذلك مشروع محطة جلفة.

يعد مشروع محطة جلفة واحدًا من أكبر مشاريع الطاقة في الجزائر، وكان من المتوقع أن يسهم بشكل كبير في تعزيز قدرة البلاد على توليد الكهرباء وتلبية الطلب المحلي المتزايد. تعليق العمل في المشروع قد يؤدي إلى تأخير في تحقيق هذه الأهداف، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الجزائري الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع الطاقة.

لم تصدر الحكومة الجزائرية أي تعليق رسمي بشأن تعليق العمل في المشروع، لكن مصادر قريبة من وزارة الطاقة الجزائرية أشارت إلى أن السلطات تبحث عن حلول بديلة لضمان استكمال المشروع في أقرب وقت ممكن. من جهتها، أكدت دورو فيلغيرا أنها تعمل مع جميع الأطراف المعنية لإيجاد حل نهائي يسمح باستئناف العمل في المشروع.

رغم التحديات الحالية، لا يزال هناك أمل في استئناف العمل في مشروع محطة جلفة، خاصة إذا تمت تسوية الخلافات بين الجزائر وإسبانيا. ومع ذلك، فإن أي تأخير إضافي قد يؤدي إلى زيادة تكاليف المشروع وتعقيد عملية استكماله.

تعكس حالة مشروع محطة جلفة لتوليد الكهرباء التحديات التي تواجه المشاريع الكبرى في ظل التوترات السياسية بين الدول. في حين أن تعليق العمل يمثل انتكاسة كبيرة للمشروع، فإن الجهود المبذولة لإيجاد حل نهائي قد تعيد الأمل في استئناف العمل وتحقيق الأهداف المرجوة.

**علمت منصة بترو-بوست المتخصصة في الطاقة** أن الحكومة الجزائرية تدرس خيارات بديلة، بما في ذلك التعاون مع شركات أخرى لاستكمال المشروع في حال استمرار الخلافات مع الجانب الإسباني.