بتروبوست.. لماذا تتكتم الجزائر تفاصيل مشاوراتها النووية مع روساتوم الروسية لإنشاء محطة للطاقة النووية في البلاد
تكرار زيارات مسؤولي الشركة الروسية للجزائر يرفع حد الظنون في اعتزام النظام الجزائري تدشين المحطة في وقت قريب
في الوقت الذي تتولى فيه شركة الطاقة الروسية العملاقة تنفيذ أول محطة طاقة نووية في مصر، وتُجري مباحثات مع المغرب والسعودية لتنفيذ مشروعات مشابهة، زار المدير العام للشركة ألكسندر فورونكوف الجزائر يوم الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، وأجرى مباحثات مع وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب
وقد برزت شركة روساتوم الروسية بصفتها مستثمرًا رئيسًا في مشروعات الطاقة النووية بدول شمال أفريقيا، ما جعلها الأقرب لتنفيذ أول محطة طاقة نووية في الجزائر، خاصة مع تكرار زيارات المسؤولين الروس إلى البلاد
وعلى الرغم من خلو بيان الزيارة من الحديث عن أول محطة طاقة نووية في الجزائر، فإن تكرار زيارات مسؤولي الشركة يرفع أسهمها لتنفيذ المشروع الذي بدأت الجزائر تفكر في تنفيذه ضمن خطتها لتحول الطاقة.
إلى ذلك أكدت روساتوم في تصريحات صحفية ، أن زيارة مدير الشركة ألكسندر فورونكوف إلى الجزائر كانت زيارة عمل فقط، ولم يعرض خلالها بناء محطة طاقة نووية مكونة مبدئيًا من وحدتين لتوليد الكهرباء.
وأشارت إلى أن لقاء وزير الطاقة محمد عرقاب مع فورونكوف لم يتطرق إلى تفاصيل مشروع أول محطة طاقة نووية في الجزائر، رافضة التعليق بشأن اهتمام الشركة بتنفيذ مشروع للطاقة النووية في الجزائر.
ورفضت الشركة الروسية التعليق بالتأكيد أو نفي المعلومات حول خطط روساتوم للتوسع بمشروعات الطاقة النووية في أفريقيا وفي القلب منها الجزائر.. الحليف السياسي الافريقي الأكبر لروسيا في افريقيا، إذ تُعد الزيارة هي الثانية لمسؤولي الشركة إلى الجزائر في 2023.
وبحسب مصادر خاصة لموقع بتروبوست فقد تناولت المباحثات بين عرقاب وفورونكوف علاقات التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة النووية واستعمالاتها الطاقوية وغير الطاقوية للأغراض السلمية وآفاق تطويرها.
وشكّل اللقاء فرصة للطرفين لمناقشة سبل تعزيز إجراءات التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في مجال استعمال التكنولوجيا النووية في الطب وتطوير الطاقة النووية، وتعزيز القدرات في مجال التكوين والسلامة والأمن النوويين.
وفي مارس/آذار 2023 استقبل محمد عرقاب وفدًا من “روساتوم”، بقيادة نائب المدير العام، مدير التعاون الدولي في الشركة، بوريس أرسييف، وبحث فرص التعاون لا سيما في مجال الاستعمالات الطبية للطاقة النووية.
وكانت الطاقة النووية -أيضًا- حاضرة في نقاشات وزير الطاقة الجزائري مع السفير الروسي، فاليريان شوفايف، في أغسطس/آب 2022.
إذ بحث الجانبان فرص الاستثمار وإمكاناته والشراكة بين البلدين في مجال الطاقة، لا سيما المحروقات (المنبع والمصب النفطي والغازي) وصيانة ونقل الكهرباء والطاقة النووية والتصنيع المحلي لقطع الغيار والتكوين بحسب تأكيدات المصادر.
إلى ذلك فقد أكد عرقاب، في تصريحات سابقة، أن بلاده تعد حاليًا خطة إستراتيجية لإدماج الطاقة النووية في مزيج الطاقة، وترقية النظام التشريعي والتنظيمي وتعزيزه، بما يناسب المتطلبات الخاصة بالتكنولوجيا النووية، والالتزامات الدولية المتصلة بها.
وقال إن الجزائر -امتثالًا لالتزاماتها الدولية- اعتمدت في عام 2019 قانونًا يتعلق بالأنشطة النووية، كما أنشأت الهيئة الوطنية للأمان والأمن النوويين، التي بدأت العمل خلال العام 2022.
ومن المتوقع أن تراعي إستراتيجية الطاقة النووية في الجزائر متطلبات الانتقال الطاقوي والبيئي، وتتضمن مخاطر المحطات النووية لتوليد الكهرباء التي يمكن التحكم فيها دون التقليل منها، والشروط المسبقة المتعلقة بإنتاج الطاقة النووية واستغلالها.
وتأتي الخطة الهادفة إلى بناء أول محطة طاقة نووية في الجزائر، في إطار مساعي البلاد تنويع موارد الطاقة النظيفة، وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، بما يدعم صادرات البلاد من النفط والغاز
وقال الحجي في تصريحات صحفية سابقة: “إنه بحلول عام 2040 دون الطاقة النووية ستعاني دول مثل الجزائر ومصر والمغرب كارثة كبيرة، في ظل النمو الضخم لعدد السكان”.
.