التعدين والمياهالطاقة والبيئةمخاطر جيوسياسية

كيف فشل الإعلام المصري في فهم تغريدة Elon Musk؟!

 

الملياردير الأمريكي مهووس بـ “نيكولا تسلا” والأخير يجتمع مع الدكتور عبدالعاطي “كفتة” في الهوس بالحضارة المصرية.. “تسلا” في مجالات الكهرباء والنقل “الكونية” و “عبدالعاطي” في مجالات الطب “الكوني”.

 

 

لم يهتم إعلامي واحد، أو رجل أعمال واحد، في مصر، رغم اهتمامهم جميعًا بتغريدة الملياردير الأمريكي، بالبحث عن السر الذي دفع Elon Musk إلى التغريد عن الحضارة المصرية القديمة، التي علّق فيها على تغريدة مصوّرة تتحدّث عن معبد دندرة.. راحوا جميعًا يدورون فقط في فلك قيمتها السياحية..!

 

 في هذا السلسلة من المقالات سأحرص أن تكون مختصرة.. سأتناول – من زاوية صحفية فقط- كشف العلاقة التي ربطت بين دوافع رجل الأعمال الأمريكي الحالم  إيلون ماسك في تلك التغريدة، وبين الحضارة المصرية القديمة.. تحديدًا في معبد دندرة، وعلاقتهما –التغريدة والحضارة المصرية القديمة- باختراعات العالم الصربي الأمريكي الراحل “نيكولا تسلا” والرابط الذي يربط بين الأخير وبين العالم المصري الراحل الدكتور ابراهيم عبدالعاطي صاحب اختراع جهازعلاج فيروس سي، الشهير بـ”عبدالعاطي كفتّة”..

 

وخلاصة المقال: أن “الجنون” الذي لا يتم استثماره يتحوّل إلى حسرة..  

 

انبهار رجل الأعمال الأمريكي  Elon Musk  بمعبد دندرة تحديدّا دون بقيّة المعابد، يكشف عن علاقة بين اهتمامات الرجل الحالمة –لا أقول المجنونة- بمستقبل الطاقة على الكوكب، وبين المشروع الكهربائي الغامض عند المصريين القدماء، والذي ظهرت نقوشه المثيرة والمبهرة في معبد دندرة تحديدًا، لتكشف للعالم بأن المصريين قد استخدموا الكهرباء النظيفة، في معابدهم وحياتهم اليومية، بشكل يفوق تكنولوجيًا استخدامها الآن على الكوكب.  

 

 المثير لخيبة الأمل، أن عشرات الصحف والفضائيات المصرية، وألوف الصحفيين والمعدّين، لم ينشغل واحد منهم في البحث عن الرابط بين التغريدة وطبيعة وأنشطة رجل الأعمال الحالمة للكوكب في مجالات الطاقة النظيفة والنقل الكهرومغناطيسي، على الرغم من أنها تضمّنت  Emotion يرمز إلى الطاقة..!    

 

 ما تزال أسرار النقش الفرعوني في معبد دندرة غامضة حتى اليوم: هل امتلك القدماء المصريين تقنية انتاج وتشغيل الكهرباء لاسلكيًا من الفضاء كما تشير النقوش؟ خاصّة وأنها لم تسجّل الجداريات الفرعونية أي عوادم عليها تشي بأنهم استخدموا الإضاءة التقليدية بالزيت أو الجاز!

 

وهل استخدم الفراعنة نظام الـ”هايبرلوب” الكهرومغناطيسي في نقل الأحجار قبل أن يسعى إيلون ماسك لاستخدامه بين واشنطن ونيويورك؟!

 

لقد ارتبط الملياردير الأمريكي “إيلون ماسك” بافكار وجنون العالم الراحل ” نيكولا تيسلا”، المخترع والفيزيائي والمهندس الكهربائي الصربي الأمريكي، الذي اشتهر بإسهاماته في تصميم نظام التيار المتردد والتهاتف اللاسلكي والهندسة الكهرومغناطيسية.. قبل هجرته إلى الولايات المتحدة سنة 1884م، للعمل مع توماس إديسون في مدينة نيويورك، ثمّ ولاحقًا انفصل عنه، ليموت موتته الغامضة قبيل تنفيذه ذلك المشروع الغامص عن انتاج وتوزيع الكهرباء من الفضاء وعبره.. بطريقة لاسلكية.

 

اشتهر “تسلا” بإنجازاته وظهوره الذي أكسبه في نهاية المطاف سمعة في الثقافة الشعبية بصفته “عالم مجنون”، فعاش معظم حياته في سلسلة من فنادق نيويورك إلى أن توفي في أحد تلك الفنادق، في 7 يناير 1943م.

 

 ومنذ ذلك التاريخ اختفى ذكر أعمال تسلا نسبيًا بعد وفاته، حتى سنة 1960م عندما أطلق المؤتمر العام للأوزان والمقاييس اسمه على الوحدة الدولية لقياس كثافة الحقل المغناطيسي “تسلا” تكريمًا له.

 

ومنذ تسعينيات القرن العشرين، تجدد الاهتمام بتسلا وأختراعاته، مع ارتباط  رجل الأعمال المؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذي  Elon Musk بأفكار “نيكولا تسلا”  في  الكثير من مشروعات “ Musk” الكهربائية والانترنت الفضائي.

 

بالعودة إلى “نيكولا تسلا” وعلاقته بتغريدة Elon Musk.. يأخذنا الأرشيف الصحفي إلى 15 يونيو 1899 م، عندما أجرى” تسلا” تجاربه الأوليّة في مختبره الذي رصد فيه أول شرارة بطول 5 بوصات في الفضاء، لكنّها سميكة جدًا وذات ضجيج.

 

لقد استغرق “تسلا” كثيرًا من وقته باحثًا في كهرباء الغلاف الجوي التي رصد فيها ضربات الصواعق من خلال أجهزة مستقبلاته، وسجّل كذلك وجود موجات راكدة منها.

 

و أكدت دراسة تسلا للصواعق صحة معتقده بأن للأرض رنين، فنجح تسلا  في صنع برقًا اصطناعيًا، قدرته ملايين الفولتات وشرارته بطول 135 قدم، حتى سُمع صوت هذا البرق على بعد 15 ميل من مختبره في مدينة “كريبل كريك” الواقعة  في مقاطعة “تيلير” بولاية “كولورادو” في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 وقتها.. رصد الناس الذين كانوا في الطرقات شرارات على الأرض بين أقدامهم، وانطلق الشرر من صنابير المياة عند لمسها، وأضاءت السماء في دائرة نصف قطرها 100 قدم من المختبر.

 

 وتلقّت الخيل شحنات كهربية من خلال حدواتها المعدنية، وتكهربت الفراشات، وخلال تلك التجربة، أتلف تسلا دون قصد منه محطة توليد الكهرباء متسببًا في انقطاع الطاقة.

 

واصل تسلا العمل على أفكاره حول الإضاءة اللاسلكية والتوزيع الكهربائي في الجهد العالي وتجارب الطاقة عالية التردد، وصرّح في سنة 1893 م بإمكانية إجراء اتصال لاسلكي بين أجهزته، كما سعى لتنفيذ أفكاره تلك، بمحاولة عمل بث لاسلكي عابر للقارات.

 

لقد نجح “تسلا” في انتاج طاقة ضخمة من الفضاء، دون الحاجة إلى بترول أو غاز، حدث ذلك خلال عمله في مختبره  عام 1899 م، إذ رصد إشارات غير اعتيادية من خلال مستقبلاته التي فسرها في البداية بأنها ربما تكون اتصالات من كوكب آخر.

 

وفي ديسمبر 1900 م، أرسل رسالة لجمعية الصليب الأحمر حول الاكتشافات المحتملة في القرن الجديد، أشار فيها إلى احتمالية أن تكون تلك الذبذبات الكهرابائية رسائل من عالم آخر، وقد تعامل الصحفيون مع تلك القصة المثيرة، وقفزوا إلى استنتاج أن تسلا يتلقى إشارات من المريخ.

 

في سنة 1902 م بدأ “تسلا” التخطيط لإنشاء برج “واردنكليف” المثير للجدل وقتها، على الشاطيء في منطقة “شورهام”  الواقعة على بُعد 100 ميل شرقي نيويورك، وواصل أعمال بناء البرج لتسعة أشهر حتى بلغ  طول البرج 57 م، وفي يوليو 1903 م، قال “تسلا” وقتها أنه بالإضافة إلى الاتصال اللاسلكي، فإن بإمكان برج “واردنكليف” نقل الطاقة لاسلكيًا، النقوش المصرية في معبد دندرة تشي بأن المصريين قد استخدموا الطاقة اللاسلكية في حياتهم اليومية.

 

في فبراير 1912 م، كتب آلان بنسون في مقالة له بعنوان «نيكولا تسلا، الحالم» نشرتها جريدة العالم اليوم، واحتوت على رسم تخيلي يُظهر الأرض مقسومة إلى نصفين، يقول: “زعم تسلا أنه في أسابيع قليلة سيُمكنه أن يصل بقشرة الأرض إلى حالة من الاهتزاز تجعلها ترتفع وتهبط لمئات الأقدام، وتُدمّر الحضارة عمليًا.. وإذا استمرت تلك العملية، قال تسلا، في النهاية ستنقسم الأرض إلى نصفين”.

 

إلى ذلك وحتى لا نبتعد كثيرًا عن مغزى تغريدة Elon Musk، فإننا يجب أن نبحر سويًا عند تلك الزاوية من هذا المقال في شخصية الرجل المثير للجدل والحالم، مثله في ذلك مثل العالم الراحل “نيكولا تسلا”.

 

 إيلون ماسك.. صاحب التغريدة الغامضة عن معبد دندرة  الكائن في أقصى جنوب مصر، هو رجل أعمال كندي، حاصل على الجنسية الأمريكية، ولد في جنوب أفريقيا عام 1971، وهو مستثمر، ومهندس ومخترع وملياردير فاحش الثراء، وهو إلى ذلك مؤسس شركة “سبيس إكس” ورئيسها التنفيذي، كذلك هو المؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذي والمهندس المنتج فيها، أيضَا هو رئيس مجلس إدارة شركة سولار سيتي..  وفوق ذلك كله يطمح “ماسك” إلى تجسيد فكرة نظام النقل فائق السرعة المسمى “هايبرلوب”.

 

و الـ”هايبرلوب” هو مفهوم لنظام نقل عالي السرعة وهو عبارة عن دمج أنابيب منخفضة الضغط خالية من الهواء تربط بين محطتين.. داخل هذا الأنبوب كبسولات – يمكن أن تستخدم لنقل الركاب أو الأثقال – تندفع بسرعات عالية على وسادة هوائية مضغوطة ولا تحتك بجدران الأنبوب بفعل حقل مغناطيسي يولّده مُحرِّك كهربائي يستمد قوته من الطاقة الشمسية.

 

هذا النظام هو نظام نقل غير مثبت على قضبان حديدية، فقط يعتمد على الدفع المغناطيسي، تتجاوز سرعته الألف كيلو متر في الساعة، وتخطط دولة الإمارات العربية المتحدّة إلى تنفيذه في خط مواصلات يربط بين دبي و أبوظبي لاختصار مسافة تشتغرق أكثر من الساعة، إلى 12 دقيقة فقط.

 

في 20 يوليو 2017، أعلن إيلون ماسك أنه قد نجح في الحصول على موافقة لفظية من الحكومة الأمريكية لبناء هايبرلوب من مدينة نيويورك إلى العاصمة واشنطن، ويقف في كلا من فيلادلفيا وبالتيمور.

 

لاحظ أن نظام الـ”هايبر لوب” الذي يعتمد على الطاقة المغناطيسية في نقل الركاب، يمكن أن يكون له رابط ضمني مع نظام رفع المصريين القدماء للأحجار الضخمة المستخدمة في بناء الأهرامات، وهو اللغز الذي ما زال العالم يبحث فيه عن الكيفية التي استطاع بها القدماء المصريين رفع كل هذه الأحجار الضخمة.

 

 مؤكد هناك شغف لدى الرجل بالقدماء المصريين في التكنولوجيا الكهرومغناطيسية، ولهذا كانت تغريديته تحديدًا حول معبد دندرة، الذي تشير بعض نقوشه إلى استخدام المصريين القدماء للكهرباء.

 

 شغف ايلون ماسك بالحضارة المصرية لا ينصب في الغالب على روعة البناء بقدر ما ينصب على طريقتهم في عمليات نقل الأحجار بدون روافع وعلاقتها ربّما بأنظمة الـ”هايبرلوب” الذي يسعى لتنفيذه بين واشنطن ونيويورك، وشغفه كذلك  بالإضاءة الكهربائية بدون زيت أو غاز، على النحو الذي شرع فيه العالم “نيكولا تسلا” في برج “واردنكليف” واستولد فيه طاقة  نظيفة من الفضاء.

 

 من هنا ربما يأتي انبهار الرجل بما في معبد دندرة من أسرار، ربّما تبحث بعض شركاته المتخصصة في فك شيفرتها، وعليه جاءت تغريدته القصيرة الغامضة معبّرة عن شغف الرجل بتكنولوجيا قدماء المصريين في الكهرباء الاسلكية والنقل الكهرومغناطيسي أكثر مما ترتبط بأبعادها السياحية كما فهما كثير من الإعلاميين ورجال الأعمال في مصر، منهم على سبيل المثال  لا الحصر رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي علق بـ “Emotion يرمز إلى الإمتنان والحب لإيلون ماسك.

 

وانهالت من بعده التعليقات على تلك التغريدة  فكان من أبرزها تعليق وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط والتي وجّهت دعوتها إلى “ماسك” لزيارة مصر، فقالت:  “شاركنا في معرفة أسرار الحضارة المصرية لنطّلع على كثير من القصص التي لم تروَ بزيارة المتحف المصري الكبير.. ستكون تجربة متفردة واستثنائية.. مصر ترحب بك”.

فيما علّق عالم الآثار المصري زاهي حواس قائلاً: “أفضل دعاية للسياحة في مصر، وهي مجانية، ولم تكلف الدولة دولارا واحدا”.

 

في المقالة التالية سأستعرض العلاقة بين “نيكولا تسلا” و “إيلون ماسك” و”عبد العاطي كفتّة”.. ورابط الجنون الذي يجمع بينهما، حتى أن الدكتور ابراهيم عبدالعاطي صاحب ابتكار جهاز علاج الفيروسات بالأشعة الكهربائية -مازال يتم استخدام هذا الجهاز في إحدى المؤسسات الآن- قد نجح في علاج كثير من الأمراض المستعصيّة غير فيروس سي بالطبع مستخدمًا الأشعة الكهربائية التي توصّل العالم  المصري الراحل إلى أسرارها، قبل أن يموت مكلومًا من سخرية المصريين، بنفس الطريقة التي أخبر عنها “نيكولا تسلا” حول قدرة تلك الأشعة في تحويل التلاميذ البلهاء إلى عباقرة عن طريق تمرير تلك الأسعة على اجسادهم بطريقة معينة، فمات “تسلا” قبل أن ينشرها، ومات “عبدالعاطي” كذلك من قبل أن يتم الإعلان عنها.   

 

 إحدى المؤسسات المصرية التي تبنّت مشروعه، تواصل الآن الأبحاث التي بدأها الدكتور ابراهيم عبدالعاطي، وصاحب تلك السطور اطلّع على كثير من الأسرار في تلك القضيّة.

 

عبده مغربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى