مشاكل الغاز في مصر تستمر مع تراجع شركة بريتيش بتروليوم رافين
تشهدت مصر انخفاضاً حاداً في إنتاج الغاز الطبيعي، بعدما وصل إنتاجها إلى أقل من 5 مليارات قدم مكعب يومياً لأول مرة منذ أوائل عام 2017. هذا التراجع يأتي في وقت تسعى فيه مصر لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، بينما يُثار القلق حول قدرتها على تلبية الطلب المتزايد محلياً.
أسباب الانخفاض متععدة والنتيجة واحدة
- المشكلات الفنية في حقل ظهر:
حقل ظهر، الذي يُعتبر أكبر حقول الغاز في مصر، شهد تراجعاً في الإنتاج من 2.7 مليار قدم مكعب يومياً في 2019 إلى 2.3 مليار قدم مكعب يومياً حالياً، بسبب مشكلات تسرب المياه. يمثل هذا الحقل حوالي 40% من إنتاج الغاز في البلاد، مما يجعل أي تراجع فيه ذا تأثير كبير على الإنتاج الكلي
2. قلة الاكتشافات الجديدة:
رغم بدء استيراد الغاز من إسرائيل في 2020 واكتشاف حقل نرجس البحري في يوليو 2023، إلا أن مصر لم تشهد اكتشافات كبيرة جديدة تدعم إنتاج الغاز بشكل كافٍ. وتعتبر مشروعات الاستكشاف الحالية غير كافية لتعويض التراجع في الإنتاج
- الانخفاض في الحقول الأخرى:
تراجع الإنتاج أيضاً في حقول دلتا النيل البحرية والصحراء الغربية، مما يزيد من الضغط على إجمالي الإنتاج
تأثيرات الأزمة على الداخل في مصر
1. انقطاع الكهرباء:
زادت حالات انقطاع الكهرباء في مصر نتيجة لانخفاض إمدادات الغاز، الذي يشكل حوالي 77% من توليد الطاقة في البلاد. وتسببت موجة الحر الأخيرة في زيادة الطلب على الكهرباء، مما زاد من حدة الأزمة
2. تأثير على الاقتصاد الوطني:
تعتمد مصر بشكل كبير على تصدير الغاز كمصدر رئيسي للدخل. ومع انخفاض الإنتاج، تتعرض مصر لخسائر اقتصادية كبيرة، خاصة في ظل التزاماتها بتصدير الغاز إلى الأسواق الدولية والأثار المترتبة على الحرب في غزة وتراجع إيرادات قناة السويس بشكل غير مسبوق بسبب هجمات الحوثيين على السفن في مضيق باب المندب المؤدي إلى قناه السويس، ما تسبب في عزوف حركة السفن عن المرور في القناه.
إجراءات الحكومة المعقدة تحاول الإقلات من الأزمة
أعلنت الحكومة المصرية في يوليو 2023 عن برنامج بقيمة 1.8 مليار دولار لحفر آبار استكشافية جديدة في البحر الأبيض المتوسط ودلتا النيل، في محاولة لزيادة الإنتاج وتعويض التراجع الحالي. كما أعلنت عن وقف تصدير الغاز مؤقتاً لتلبية الطلب المحلي المتزايد
التوقعات المستقبلية غير مبشرة على المدى القريب
خفضت وكالة فيتش توقعاتها لإنتاج الغاز في مصر لعام 2023، متوقعة تراجعاً بنسبة 4% بدلاً من نمو بنسبة 1%، مشيرة إلى ضعف خطط المشاريع وارتفاع معدلات النضوب في الحقول القائمة
الخلاصة
تواجه مصر تحديات كبيرة في قطاع الغاز الطبيعي، مما يستدعي استراتيجيات جديدة لتعزيز الإنتاج وضمان استقرار الطاقة. يبقى الأمل في أن تسهم سياسيات وزير البترول الجديد كريم بدوي في توجيه الاهتمامات نحو الاكتشافات الجديدة والاستثمارات الحكومية التي يمكن ان تساهم في تخفيف حدة الأزمة وضمان مستقبل أفضل لقطاع الطاقة في البلاد.