إيران تزيد من قدرتها في انتاج الغاز الطبيعي وتسعى لأن تصبح مركزًا دوليًا لتبادل الغاز الطبيعي
أنهت إيران عام 2022 بإنتاج قياسي للغاز بلغ 1.04 مليار متر مكعب في اليوم (36.7 مليار قدم مكعب في اليوم) وفقًا لتعليقات مدير الإنتاج في شركة النفط الوطنية الإيرانية هرمز كالافاند التي نقلتها وكالة الأنباء الحكومية تسنيم في 29 ديسمبر 2022 وتنتج إيران حاليًا مليارًا و40 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي فيما واجهت عجزًا كبيرًا في الغاز في مواسم البرد لعدة سنوات متتالية لكنها تمكّنت من زيادة قدرتها على إنتاج الغاز في السنوات الـ10 الماضية ويعزى عدم وصول إيران غلى مكانتها اللائقة بها في مجال انتاج الغاز إلى عدم تركيبها معدات لتجميع الغاز المستخرج من حقول النفط، ولا يمكن لإيران حل أزمة الغاز الطبيعي دون إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
لكن إيران تحاول وبقوة الآن احتلال موقعها اللائق بها في هذا المجال وفق ما أفادت به وكالة “تسنيم” الإخبارية الرسمية من أن الإنتاج الإضافي للبلاد جاء من إصلاح مصانع سوائل الغاز الطبيعي في جنوب غرب إيران والتي أضافت حوالي 10 مليون متر مكعب في اليوم (350 مليون قدم مكعب في اليوم) للإنتاج.
إيران في حاجة ماسة إلى الاستثمار الأجنبي حيث لم يكن لديها إمكانية الوصول إلى تقنيات الغاز الحيوية ولا الأموال اللازمة لتعزيز قدرتها الإجمالية لإنتاج الغاز إلى 1.5 مليار متر مكعب في اليوم المخطط لها (550 مليار متر مكعب في اليوم ، 53 مليار قدم مكعب في اليوم) بحلول عام 2030 في توقعات متوقعة. تكلفة 80 مليار دولار
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام المنصرم (2022)، أفاد تقرير للجنة الطاقة في البرلمان الإيراني بأنه بسبب الإهمال المستمر لنقص الغاز في البلاد فإن هذه العملية ستؤدي إلى ضياع إنتاج الكهرباء في البلاد بنسبة لا تقل عن 70%.
وأشار التقرير إلى توقف صناعات ثقيلة مثل الصلب والألومنيوم والصناعات المعدنية والبتروكيماوية الأخرى، وتعليق الخدمات الأساسية مثل المخابز ومراكز الخدمة العامة الأخرى، وتعطيل التدفئة للأشخاص في المراكز الحضرية والريفية إلى حد لا يقل عن 95%.
يأتي ذلك فيما صرّح وزير البترول الإيراني جواد أوجي، الأربعاء 7 يونيو 2023، عن اعتزام بلاده إنشاء مركز لتبادل الغاز الطبيعي مع روسيا وقطر وتركمانستان بمدينة عسلوية داخل جمهورية إيران، وهي من كبار منتجي الغاز الطبيعي على مستوى العالم.
وخلال حديثه مع الصحفيين، أفاد المسؤول الإيراني بأن بلاده تتخذ خطوات جادة بالوقت الحالي لإنشاء مصفاة لخام النفط خارج حدودها الإقليمية في فنزويلا، مؤكدا بأن إيران تستخدم مقدراتها لمعالجة النفط ولمنع مبيعات النفط الخام، بما يخلق قيمة مضافة أعلى.
كما شدد الوزير الإيراني على أنه لا يمكن فرض عقوبات على قطاعي الغاز والنفط نظرا لأن اقتصادات العالم بحاجة شديدة إليه، وسيستمر بناء مثل هذه المصافي (TADAWUL:2030) في بلدان مختلفة.
وتجدر الإشارة بهذا السياق، أوضح وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي، خلال تصريحات سابقة، بأنه أجرى مباحثات مع نظيره السعودي فيصل الإبراهيم، خلال زيارته الأخيرة إلى جدة، موضحا بأنه تم التباحث حول مشروعات الاستثمار في النفط و الغاز.
وفي الوقت نفسه، أعرب الوزير الإيراني عن أمله في أن تسفر المباحثات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران إلى تطورات إيجابية بصناعة الغاز وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين الجانبين فيما يتعلق بقطاعي الغاز والنفط.