فشل متواصل.. وكالات دولية وبيانات وزارة البترول تكشف تراجع انتاج مصر من الزيت في عصر “المُلّا”
في تطور مثير للجدل، نشرت الهيئة العامة للبترول معدلات انتاج مصر من الزيت خلال الفترة التي تولّى فيها المهندس طارق المُلّا مقاليد الأمور في القطاع لتسلّط بدورها الضوء على فشل وزير البترول المصري، المهندس طارق الملّا، في إدارة ملف البترول في البلاد، حيث تزايدت المخاوف بشكل كبير من أثار تراجع معدلات إنتاج الزيت في مصر على الإ^قتصاد القومي، وذلك بمقارنة مع الفترة التي سبقت توليه المنصب.
مع تراجع مستمر في معدلات الإنتاج النفطي، أثار المهندس طارق الملّا استياءً واسعًا بين الخبراء والمحللين الاقتصاديين في دوائر الحكومة، الذين يعزون هذا التراجع إلى إدارته غير الفعّالة وسياساته الفاشلة في تعزيز صناعة النفط المصرية.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة المصرية تحسين الاقتصاد وجذب الاستثمارات، يعد هذا التراجع في إنتاج الزيت ضربة كبيرة لمحاولات تعافي القطاع. في ظل زيادة الاعتماد على واردات الطاقة، مما يضغط بدوره على ميزان المدفوعات.
يتحمل وزير البترول مسؤولية تلك الأزمة، إذ يتساءل الكثيرون عن فعالية سياسته وقدراته على تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع النفطي. الفترة التي قضاها الملّا في هذا المنصب شهدت تدهورًا متسارعًا في أداء صناعة النفط، حيث تراجعت الاستثمارات وتباطأت وتيرة اكتشاف حقول جديدة، باستثماء حقل شركة الأمل بصاحبه صلاح دياب.
التحديات التي تواجه البترول المصري لا تزال كبيرة، ومع استمرار تراجع الإنتاج، يتساءل العديد من المراقبين عن إمكانية تحقيق الوزير الملّا لتحسينات جوهرية في القطاع. فيما ينتظر الشعب المصري تحركات حقيقية وقرارات فاعلة لتفادي المزيد من الانخراط في مأزق اقتصادي لا يبشر بالخير.
وبحسب بيانات الهيئة العامة للبترول المنشورة على موقع الوزارة الرسمي فإن انتاج مصر من الزيت الخام عام 2015 عندما تولى المهندس طارق المُلّا مهام منصبه الوزاري كان 593 ألف برميل في اليوم، انخفض بعد 5 سنوات من استمرار الوزير طارق الملًا في منصبه إلى 539 ألف برميل في اليوم، أي أن الوزير الذي ورد في خطاب تكليفه أنه يجب عليه العمل على زيادة انتاج مصر من الزيت، لم يفشل فقط في زيادة الإنتاج بل فشل في الحفاظ على معدلات الإنتاج التي تسلّمها عند قدومه وزيرًا للبترول، والتي انخفضت إلى حوالي 50 ألف برميل يوميًا، بما قيمته 5 مليون دولار كل يوم.
وبينما تقوم وزارة البترول – بتعليمات من الوزير أو لا .. الله أعلم- بإخفاء انتاج مصر من الزيت الخام، عند ارقامه في العام 2019 ، فإن مصادر بالهيئة تؤكد أنه لم يصل إلى الرقم الذي استلمه المُلّا وقت تكليفه بالوزاة قبل 9 سنوات، وهو ما يفسر توقف احصائيات الوزارة عند العام 2019 فيما يخص انتاج مصر من الزيت. لكنّ وكالة «مييز» العالمية العاملة في مجال أبحاث وتقارير البترول والغاز في الشرق الأوسط، قالت إن إنتاج مصر من النفط ارتفع للعام الثاني على التوالي لعام 2023، بنسبة 0.2% فقط، ليصل إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات عند 576 ألف برميل يوميًا، وهو رقم رغم ارتفاعه عن ثلاث سنوات مضت؛ إلا أنه على ارتفاعه هذا، ينخفض بحوالي 20 ألف برميل عن الرقم الذي استلمه طارق المُلّا في العام 2015 وقت تنصيبه وزيرًا للتبرول في مصر.