مصرممنوع من النشر

الملًا يكذب.. “بتروبوست” يرصد أبرز عملية خداع في وزارة البترول ترتبط بصناعة الحفارات المصرية

الحفار الذي أعلن عنه قبل أيّام لم يكن الأول و مصر انتجت 5 حفارات غيره  قبل تولي طارق الملّا منصبه الوزاري

 

بترو-بوست/ خاص

لا تستطيع أن تشبّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمن سبقه من الرؤساء في مصر من بعد 1952، فلا هو نسخة من عبدالناصر، ولا هو شبيه بالرئيس السادات، وبالطبع هو ليس مبارك، الرئيس السيسي هو نفسه، تجربة مستقلة بذاتها، توليفة سياسية لا تخلو من بهارات بعض ممن سبقوه، لكنّ مذاقها مختلف، مذاق سيساوي خالص، يمكن له أن يراك تسرق، تنهب، تكذب، يتغافل عنك لفترة، إمّا لضرورة تفرضها المرحلة، أو لملفات لا يريد بضبطه إيّاك أن يعكّرها، أو لأنّه طلب منك شيئًا وينتظرُ منك أن تنجزه دون ان يتعكّر صفوك، بعدّها يًدخلك غرفة الساونا، لُيخرج من جسمك كل قطرة ماء زيادة دخلت إلى جسمك بغير حق.. من هنا كان السيسي تجربة مستقلة بذاتها، حليم، وتصبحُ أحمقًا لو أنك وثقتَ في حلمه، هادئْ.. هدوء الرماد من تحته الجمر، فلا يخدعنّك من فوقه الغبار، هو فقط يريد أن يُسوّيك على نار هادئة.

الرئيس عبد الناصر رمى أوراقه في سلّة الكتلة الشرقية، ومن بعده الرئيس السادات أخذ الأوراق كلّها ورماها في سلّة أمريكا على اعتبار ما قاله وقتها بأن 99% من أوراق اللعبة في يدها، ليخلفهم مبارك فيطبطب هنا ويطبطب هنا، أمّا السيسي فقد أخذّ أوراقه كلّها بيده، عندما يرمي بورقة في مكان فإنّه يستبدلها بأضعافها لمصر، لا مجّانية عنده في التعاملات، ومن ذلك إعلانه الصريح من داخل الكلّية الحربية مع ما في ذلك من رمزية واضحة عن وقوف مصر إلى جانب الصين في اعتبارها وجزيرة تايوان دولة واحدة وهي القضية التي يتوحد فيها الغرب بكامله ضد الصين.

ومن ذلك كان حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في ميدان “تيانانمن” في سبتمبر من العام 2015 احتفالات الصين العسكرية في الذكرى السبعين للانتصار على اليابان إبان الحرب العالمية الثانية حدثا مهما لا يخلو من دلالة رمزية واضحة، خاصة أن “السيسي” كان هو الزعيم  العربي والإفريقي والشرق أوسطي الأوحد وقتها في قائمة الحضور المكونة من بضع عشرات من القادة الأجانب، وهي قائمة خلت تماما من أي حضور للقوى الغربية

الدلالات الرمزية في ذلك اليوم لم تكن متمثلة  فقط في حضور السيسي وحده، بل فيما صاحب الرئيس السيسي من قوّة عسكرية تابعة للجيش المصري مكونة من 81 ضابطا وجنديا مصريا شاركوا في هذا العرض العسكري الصيني المهيب المصاحب لتلك الاحتفالات، وكانت مصر هي الدولة العربية والشرق أوسطية بل والأفريقية الوحيدة التي شاركت بقواتها في هذا العرض التاريخي.

 ومن الجدير بالانتباه أيضا أن تلك الزيارة كانت الزيارة الثانية للرئيس المصري إلى بكين خلال أقل من عام، ودشنت لما أًصبح لاحقا نهجا سنويا للرئيس السيسي الذي يحافظ على زيارة منتظمة للصين دون انقطاع على مدار  سنوات متتالية، ترجمتها صفقات بعشرات المليارات من الدولارات بين البلدين بجهود من الرئيس السيسي شخصيًا مع رؤساء العديد من الشركات الصينية، تم فيها توقيع مذكرات تفاهم لسبعة مشاريع كبرى بقيمة 18.3 مليار دولار، فضلًا عن تعاقدات لمشاريع أخرى في البنية التحتية بالعاصمة الإدارية، إضافة إلى إنشاء معمل تكرير ومجمع للبتروكيماويات في منطقة قناة السويس.

أقول ذلك بمناسبة أهم وأخطر وأكبر عملية خداع  في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي مارسها وزير البترول المهندس طارق المُلَا علنًا مع بعض رجاله وفي القلب منهم المهندس تامر صلاح رئيس الشركة المصرية الصينية لتصنيع أجهزة الحفر، عن تعاون مصري صيني في مجال صناعة الحفارات باعتباره نقطة مفصلية في التعاون المصري الصيني عندما أعلن  الوزير صباح الأربعاء الموافق 12 يوليو 2023، أمام وسائل الإعلام وفي حضور محافظ السويس عبدالمجيد صقر وعدد من قيادات قطاع البترول؛ عن انتاج أول حفار بترول (صنع في مصر)  في حضور رهط كبير من قيادات الوزارة يعرفون جيّدًا أنّ ما يقوله الوزير يجافي الحقيقة تمامًا، وأنّ الوزير إن كان يدري حقيقة ما يقول فتلك مصيبة كبيرة، وإنْ كان لا يدري فالمصيبة أعظم. إذ أن مصر، بل والشركة نفسها -المصرية الصينية- التي يقول الوزير أنّها نجحت قبل أسابيع ولأول مرّة في تصنيع أول حفار مصري صنع في مصر، قد أنتجت بالفعل 5 حفارات مصرية خلال السنوات التي سبقتْ تولي المهندس طارق المُلّا مقاليد الوزارة.

 من هذه الحفارات الخمسة التي نجحت مصر بالفعل في تصنيعها خلال ما قبل تولي الملّا مقاليد وزارة البترول ثلاثة يعملن بالفعل الآن في شركة سينو ثروة، والرابع وقّعت بشأنه شركة تنمية مذكرة اتفاق نوايا مع الشركة المصرية الصينية لتصنيع أجهزة الحفر بحيث تقوم بتشغيله لصالحها أيضًا شركة سينو ثروة، في واحدة من ثمار تعاون مصري صيني في مجال صناعة أجهزة حفر بأيدي مصريين

ففي 14 مارس من العام 2012 نشرت الزميلة لبنى صلاح الدين في جريدة المصري اليوم خبرًا بعنوان «البترول» تطلق اسم «بحرى1» على أول حفار بحري مصري، و جاء في متن الخبر: ” بعد 3 سنوات من احتفاء قطاع البترول بأول حفار بري يتم تصنيعه محلياً (…)، تشهد منطقة خليج السويس، رفع علم مصر على أحدث جهاز حفر بترولي بحري، الذي حمل اسم «بحري1».

 

 

 

 

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى