خالد عباس يهدد عرش الرجل العتيق في وزارة البترول ولهذه الأسباب وبّخ “الملًا” حمدي عبدالعزيز
أوشك أن ينهي عقده السابع من العمر، وقد جثم على مقعد المتحدث الرسمي للوزارة سنوات طويلة، حتى لُيقال -من باب التندّر- أنه لن يتركه إلا إلى القبر بعد عمر طويل إن شاء الله
لم يكن يتوقع حمدي عبدالعزيز المتحدث الرسمي لوزارة البترول المصرية أن تخرج ضده كل طاقة الغضب تلك التي خرجت من الوزير عليه أمام جموع الصحفيين في قاعة المؤتمر الصحفي بفندق ريتز كارلتون، مساء الثلاثاء الماضي بعدما استقر وزير البترول المصري المهندس طارق المُلًا على مقعده في مواجهة الصحفيين، وقد انتبه ليجد أمامه ميكرفون واحد فقط لقناة فضائية واحدة: “فين التليفزيونات يا حمدي، فين وسائل الإعلام، هو محدش منهم جه ليه؟” وقد كانت هذه الكلمات بمثابة رصاصات انطلقت من المنصة على صدر “عبدالعزيز” الواقف على يسارها، فلم ينبس ببنت شفة، يرد بها على الوزير سوى تمتمات غير مفهومة، وقد ظهر الرجل عاجزًا بالفعل عن الإجابة.
على الفور أدرك الوزير أن المؤتمر الصحفي الذي كان يستعد له بكثير من الكلام أمام الفضائيات، لم يجد منها إلا واحدة فقط قد لا تبث حديثه، وإن كانت قاعة المؤتمر لم تخلُ من الصحفيين غالبيتهم من مندوبي الوزارة الذين يعرفون عن القطاع أكثر مما يمكن أن يعلنه الوزير في ذلك المؤتمر.
ويبدو أن ذلك ما فهمه “المُلّا” فبدأ المؤتمر بعبارة خاطفة: “معلش يا جماعة، أنا قدامي فقط 10 دقايق، وحجري على مصر الجديدة جالي موعد طارئ” ليقطع بذلك أي فرصة على الصحفيين في أن يقدّموا أسئلتهم له حول منتدى مصر الثاني للتعدين الذي بموجبه عقد الوزير هذا المؤتمر ويبدو أنه لمّا لم يجد الفضائيات اختصره في 10 دقائق، فعندما يقول الوزير أن موعدًا طارئًا ترتب له في مصر الجديدة ويجب أن يتجه فورًا إلى هناك فإن الفهم الضمني أن ذلك الموعد سيكون مع الرئيس، لذا فلا يجب أن يعترض الصحفيون الذين تأخر الوزير عنهم قرابة الساعة ونصف الساعة عن الوقت الذي حدده لهم المتحدث الرسمي للوزارة لذلك المؤتمر الصحفي في الساعة الثالثة من ظهر الثلاثاء الموافق 18 يوليو، بينما جاءهم الوزير في تمام الساعة الرابعة والنصف.
يأتي ذلك في وقت عصيب يعيشه حمدي عبد العزيز ذلك الرجل العتيق في وزارة البترول الذي أوشك أن ينهي عقده السابع من العمر، وقد جثم على مقعد المتحدث الرسمي للوزارة سنوات طويلة، حتى لُيقال -من باب التندّر- أنه لن يتركه إلا إلى القبر بعد عمر طويل إن شاء الله، لكن مع تزايد الاقبال الاعلامي والصحفي على أخبار البترول والطاقة في مصر والعالم، حتى أصبحت أخبارها في بعص الأحيان أهم من أخبار الفنانيين ونجوم كرة القدم، بعدما أصبح لها من تأثير في حياة الناس اليومية، فهي المعنية بأسعار البنزين للسيارات والغاز للمنازل وما يتبع ذلك من منتوجات البتروكيماويات التي تدخل في آلاف عمليات الإنتاج و تتوزع في الكثير من المجالات مثل المجال الطبي إذ تستخدم بشكل أساسي في تصنيع الأدوية مثل البنسلين و الأسبرين، والتهاب المفاصل، كما تستخدم أيضاً في صناعة الأطراف الصناعية و الكثير من المعدات الطبية فضلًا عن دخولها في صميم المنتوجات الغذائية مثل حافظات الأطعمة و ملوّنات الأغذية الصناعية، و في المجال الزراعي في صناعة الأسمدة، والمبيدات إضافةً إلى صناعة الأنابيب و الخيوط، إضافة إلى ارتباطها بصناعات الأدوات المنزلية بشكل كبير في صناعة البلاستيك و الألياف، والمنظفات، والألوان، و الأقمشة، و العدسات اللاصقة، و الشمع، و غيرها.. أخبار البترول وقطاعاته أصبحت في صميم اهتمامات الكثير من البشر، ومن ذلك بدت أهمية الإعلام الذي ييتناولها وأهمية من يقومون عليه.
الوقت العصيب الذي يعيشه حمدي عبدالعزيز وقد أقلقته كلمات الوزير، بعدما بدا فعليًا في صورة العاجز عن الترويج لأنشطة الوزارة عمومًا ولمؤتمر مصر الثاني للتعدين خصوصًا.. ذلك المؤتمر الذي غابت عنه أغلب وسائل الإعلام المرئية باعتراف من الوزير شخصيًا، كان هذا الوقت العصيب بسبب ما يتردد كثيرًا هذه الأيام بشأن اللواء خالد عباس مدير العلاقات العامة في شركة جاسكو، والذي تشير التكهنات إلى خلافته حمدي عبدالعزيز في منصبه متحدثًا رسميًا باسم وزارة البترول المصرية، إذ أن “عبدالعزيز” قبل توليه منصب المتحدث الرسمي لوزارة البترول، كان يشغل نفس وظيفة “عباس” الحالية.
وتشير التكهنات إلى أن مدير العلاقات العامة في شركة جاسكو بات أقرب ما يكون إلى خلاقة الرجل العتيق في قطاع الإعلام بوزارة البترول.. إذ اوشك حمدي عبدالعزيز على الانتهاء من عقده السابع من العمر وحان له أن يستريح تقول التسريبات.
ففي جلسة جانبية بمؤتمر مصر للتعدين تحدّث “بترو بوست” مع مسئول بارز في وزارة البترول عن حقيقة خلافة عباس لعبدالعزيز و عن جمع الأخير بين منصب المتحدث الرسمي للوزارة وعضويته في مجالس إدارات عدّة شركات في القطاع، فقال: بالفعل هي تعطّله عن أعمال المتحدث الرسمي للوزارة، كما وأن رئاسته تحرير مجلّة جاز نت تكفيه، وفي ذلك النقاش عرفنا بقصّة المساعي التي تجري في دوائر رسمية عن خلافة اللواء خالد عباس لحمدي عبدالعزيز.